الوصف
حين تضع هاتفك في جيبك كل صباح، أنت تعقد صفقة غير مُعلنة تقول: أريد أن أتبادل المكالمات مع الآخرين، وبالمقابل أسمح للشركة المصَنِّعة أن تعرف أماكن وجودي بدقة في كل الأوقات، ما يعني إبقائي تحت رقابتها الدائمة، إذا كان هاتفك ذكيا فهو عملياً حاسوب، وكل تطبيقاته تقدم معلومات شخصية عنك، حين تستخدمه وحين لا تستخدمه، وإذا اتصلت بالإنترنت تتضاعف المعلومات عنك وعن أصدقائك وبرمجياتك وتعاملاتك وخياراتك فيما تشاهده وتسمعه وتقوله، وفي نهاية المطاف، تفكر فيه. لقد نشأت صناعة سمسرة معلومات كاملة تتركز حول التكسب من بياناتك، تُباع فيها معلوماتك الشخصية، دون معرفتك وبدون إذن منك، إلى شركات مختلفة، تبيعها بدورها إلى متاجر ومراكز تسوق، سيعرف موظفوها اسمك وعنوانك ومستوى دخلك بمجرد عبورك الباب، وتعرف لوحات الإعلانات في الطرقات، ورفوف محلات البقالة، وتسجل استجاباتك وتتعاون معاً لإغوائك باستهلاتك المزيد، ويقود كل ذلك نموذج حوسبة جديد يجمع بياناتك الشخصية في “سحابة إلكترونية” تبقى هي أيضا تحت سيطرة الشركات المُصَنِّعة، ومن ورائها الحكومات. لأول مرة في التاريخ الإنساني، كما تنبأ جورج أوريل روائياً، وكشف إدورد سنودن فعليا، تمتلك الحكومات القدرة على ممارسة رقابة شاملة ومنفلتة على شعوب بأكلمها، داخل بلدانها وخارجها. “كل مهتم بالحرية والخصوصية والأمن في عصر الفضاء الإلكتروني يجب أن يقرأ هذا الكتاب” جوزيف س.ناي الابن
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.