الوصف
يقدم الكتاب تشخيصا للاختلال الحاصل في علاقات الدول، ويردّه إلى تمرّس القوى الغربية في إذلال دول العالم الثالث التي تحاول مجتمعاتها العمل على إعادة توازن القوى، وإنشاء نظام دولي جديد قائم على المساواة والعدالة.
يركز برتران بديع في الكتاب على إشكالية الإذلال في النظام الدولي باعتبارها “باثولوجيا اجتماعية” ترسم العلاقات فيما بين الدول. وحاول مقاربة الإذلال، ليس بوصفه مادةً تُدَّرس من منظور نفسي – اجتماعي، وإنما بوصفه مبدأً منظّمًا للنظام الدولي الحالي مع تحوّله إلى عنصرٍ مهيكِلٍ للعلاقات الدولية. فيرى أنّ الدول الصاعدة في آسيا وأميركا اللاتينية تشعر أن ما عانته من إذلال وقهر يشكّلان الأساس الذي يربط بينها لتكوّن مجموعةً تسعى لتأكيد مكانتها في الساحة الدولية. ومن ثمّ، لم يعد في الإمكان حاليًا اعتبار “سائر أنحاء العالم” دولٌا ملحقة بالغرب، بل لا بد من الاقتناع أنّ الضعيف في العالم بات يدرك أنّ بإمكانه أن يؤثر في التوازنات الكبرى وفي القوى القديمة. فما يحصل من صراعات وإرهاب، إنما مرده إلى الشعور بالإهانة والإذلال. لذلك أصبح الإذلال موضوع بحث ودراسة سعى الكاتب من خلاله إلى تقديم رؤيةٍ حول الكيفية التي يفرض فيها الإذلال على الآخرين مكانة لا تليق بهم ولا يرضونها. فالحرب في الزمن الحاضر ما عادت هزيمة فردية لأمير أو قائد في ميدان المعركة – كما كان يحصل في العصور الغابرة – بل هي لشعوب وأمم باتت معنية مباشرة بما يحصل. علاوة على ذلك، يرى بديع أن القوى الغربية تخطئ في تصنيفها الدول الأخرى في مرتبة أقل مكانةً وشأنًا.
يقع الكتاب في ثلاثة أقسام؛ إذ تناول القسم الأول تاريخ الإذلال في العلاقات الدولية، أما القسم الثاني فتناول الإذلال في بنية النظام الدولي، وفي القسم الثالث تطرق الكاتب إلى تداعيات الإذلال الخطيرة وانعكاساته.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.