الوصف
للوهلة الأولى ، يبدو أن الزعيمين يشتركان في الكثير من أوجه التشابه . فكلاهما من أصول متواضعة وقدما من مناطق نائية نسبياً . وكلاهما كانا يتمتعان بالكاريزما . وكلاهما صعد إلى السلطة باستخدام مزيج من العنف السياسي وما كان يبدو وسائل قانونية للسيطرة على السلطة في بلديهما في مناخ أشبه بحرب أهلية . وكان كل منهما يركز باستمرار على صفاته الرجولية ونزعته العسكرية . وكلاهما وعد بتوحيد الجماهير من خلفهما وتحويل بلديهما إلى قوتين عالميتين . حاول كلاهما ، بدرجات متفاوتة ، الحفاظ على التوازن بين القمع وخلق إجماع جماهيري . كلاهما كانا قاسيين وعازمين على إقامة ما يريانه إنه نظام عالمي جديد من خلال الحرب والغزو . كلاهما تبنى سياسات داخلية وخارجية موجهة نحو الحرب ، مع نتائج مختلفة جوهرياً ، بالنظر إلى الأداء الاقتصادي المتباين لأمتيهما وثقافاتها السياسية المتميزة .. ومع ذلك ، فإن علاقاتهما لم تكن محفوفة بالتوترات فقط ، بل ببعض التناقضات الأيديولوجية والتنافس الشخصي ، ولكنها أيضاً شُكّلت من خلال سياقات قومية مختلفة جداً كانا يعملان من خلالها . كان هتلر يمتلك أيديولوجية رصينة وأكثر وضوحاً ، ترتكز على معاداة السامية والتوسع حسب نظرية المجال الحيوي نحو ضم أراضي أوروبا الشرقية ، مقارنة مع ما كان لدى موسوليني .
ومن الواضح أن معاداة السامية كانت تشكّل لدى هتلر والنازيين موضوعاً مركزياً وقاد إلى ارتكاب مجازر الهولوكوست ، بينما في إيطاليا ، أصبحت العنصرية المحلية التي بُنيت على حالات الفصل العنصري التي مورست في المستعمرات الإيطالية أكثر وضوحاً فقط مع ترسخ العلاقات الفاشية – النازية في منتصف وأواخر الثلاثينيات .
وفي الوقت نفسه ، أدت علاقتهما التي بدت أمراً مستبعداً لأن الزعيمين كانا قد حاربا على الجانبين المتقابلين في الحرب العالمية الأولى التي خسرتها ألمانيا ، إلى إخفاء حقيقة أن كلا الرجلين لم يكونا ودودين ولا محل ثقة . تظاهر موسوليني بأنه رب العائلة في إيطاليا ، في حين أن هتلر صوّر نفسه شخصاً شديد الإخلاص للأمة الألمانية ..
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.