الوصف
يقدم هذا الكتاب رؤية أكثر ديمقراطية لتاريخ الديمقراطية، مؤكدا أن الوقت قد أزف لتحدي السردية الغربية السائدة عن ولادة الديمقراطية ونشأتها وتطورها، من أثينا وروما إلى وثيقة الـ ”ماغنا كارتا” ونهوض البرلمان الإنكليزي وقيام الثورة الفرنسية وإعلان وثيقة الدستور الأميركي. ليس ثمة صيغة نقية واحدة للديمقراطية، ولا عصر ذهبي عاشته، ولا تاريخ قياسي لوجودها، يقول الكتاب: بل إن تاريخها المتشعب والمعقد والناقص يعترف بوجود احتمالات ولحظات ديمقراطية، يمكن العثور عليها في جميع المناطق، والثقافات، والحقب التاريخية، أسهمت جميعها في تطور الديمقراطية كما نعرفها، وكانت وما زالت جزءا من كفاح جميع شعوب العالم ضد الطغيان والقمع والاضطهاد، وجزءا من نضالها الجمعي لتطوير صيغ الحكم وممارسته. تتمثل الحجة المركزية لهذا الكتاب في أن تاريخ الديمقراطية ينطوي على أكثر مما تعترف به الرواية الغربية الوجيزة عن شجرة أصولها، فثمة تاريخ ”سري” كامل، بالغ الضخامة والتعقيد، وليس غريبا بما فيه الكفاية لضمه إلى السرد المعياري، يمتد من العالم القديم في بلاد ما بين النهرين، ووادي السند، والصين القديمة، والممالك الفينيقية، مرورا بآليات الشورى والإجماع في عملية صنع القرار السياسي الإسلامي، وفي الهيئات التشاورية والانتخابية والمنظومات التمثيلية التي ضمنت الانتقال السلمي للسلطة في العديد من الممالك والبلدان الإسلامية، وفي آيسلندا والبندقية في العصور الوسطى، وفي التجارب الديمقراطية للمجتمعات الأهلية بين قبائل الباغاندا في أوغندا، والميتيس في غرب كندا، وسكان أستراليا الأصليين، والسود في جنوب إفريقيا تحت الحكم الكولونيالي، وصولا إلى قصص ديمقراطية في العالم الثالث الحديث قمعت تحت طبقات كثيفة من البطركية والتحيز والتمركز الغربي على الذات. بعد تحدي التاريخ القياسي للديمقراطية، وكشف التواريخ السرية والسرديات البديلة، يطرح الكتاب مجموعة تساؤلات ونقاشات تطلق حوارا مثمرا يعمق الإحساس بالديمقراطية، ويعتز بامتلاكها وممارستها وإعادة ابتكارها.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.