الوصف
بات جليّاً أنهُ مع نهاية القرن العشرين لم تعد العلوم المعنية بدراسة المجتمع والثقافة، هي ذاتها تلك العلوم السابقة، لا من حيث نظرياتها ولا موضوعاتها. لقد جرت، على سبيل المثال، مياه كثيرة تحت جسور علوم الأنثروبولوجيا، وقد ترتب على جريان تلك المياه أن تغيرت تلك الموضوعات التقليدية التي كانت تقوم بدراستها، وحلّت بدلاً عنها موضوعات جديدة فرضتها التغييرات الاجتماعية والاقتصادية السياسية المحلية منها والأخرى الكونية. فقد طالت تلك التغييرات العديد من المجتمعات والثقافات في العالم، ولم تكن منطلقة من الخليج العربي استثناءً عن مسار تلك التغييرات. وهكذا تعرضت جوانب عديدة من الثقافة والمجتمع الخليجي لتغييرات تفاوتت من حيث الحدة والاتساع، فقد بدأت، على سبيل المثال، تطل على الحياة العامة مظاهر ثقافية شديدة التأثير في البنى الاجتماعية والثقافية، واستطاع بعضٌ من تلك التغييرات أن يصيب جوانب أساسية من الهوية الوطنية والثقافية، لذلك أصبح من غير المعقول والمنطقي أن لا تُعير الدراسات الأنثروبولوجية تلك التغييرات الأهمية العلمية اللازمة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.