الوصف
يتناول هذا الكتاب مقاربة تحليلية لتجربة الإبادة الجماعية للمجتمعات الأصلية الأمريكية من خلال الهنود الحمر والشعب العربي في فلسطين من حيث التشابه السياسي عبر الزمن والمكان بين السياقين، ويركز على التشابه بين مسير الاحتلال الاستيطاني للولايات المتحدة الأمريكية، وما قامت به السلطات المسيحية البيوريتانية لمناطق القبائل، وبين الاحتلال الإسرائيلي المعاصر وممارساتهما القائمة على نسقٍ مركب نفسي-اجتماعي-ثقافي-فكري-إيديولوجي وسياسي ممتد وقائم على الإبادة والاستحواذ ومحو الهوية الجغرافية والبيولوجية والنفسية والتغيير الديمغرافي المنظم، ومن أجل إبقاء أجهزة الدولة الحديثة في وجودها الحضاري وتطور المجتمع الأمريكي كما في الحراك الإسرائيلي، من أجل إلغاء محاولات موجات الاهتزاز الاجتماعية المتكررة كما كانت عبر أجيال متتالية للولايات المتحدة، فالنموذج الأمريكي والإسرائيلي أديا الدينامية التاريخية الممتدة في ضوء المقاربة الاجتماعية-السياسية بعمقٍ ممتد من القواسم المشتركة روحيًا وزمنيًا ومكانيًا.
يعمل الكتاب على مقاربة الإطار السردي في مسيرة الاحتلال الأمريكي والإسرائيلي عبر ديمومة من التشابه في السياق القيمي، إذ أن الاحتلال للفلسطينيين لا يختلف عن الاحتلال للهنود الحمر من حيث المنهجية الممتدة والمتشابهة، والمهيمنة على سير حياة المجتمعات، وكذا عبر ديمومة من الإبادات للاستيلاء على الأرض وطرد السكان الأصليين في تدمير ممنهج وممارسات متعاقبة في إطار الواقعية السياسية والعلاقة بين الغزاة والمستعمرين وأصحاب الأرض.
يسعى هذا العمل إلى إبراز مسيرة الصراع عبر الألم والمأساة والموت والدم، وإبراز آليات الاحتلال وسردياته ومآلاته ضمن إطار تحليلي سياسي-اجتماعي مقارنة بين التجربتين، وأن تُقدّم لُبًا معرفيًا وتحليليًا يمكن أن يُسهم في رسم آفاق معرفية مستقبلية تمثل مسيرة الألم ومشتقَّاتها الممتدة نحو قرن من الزمان
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.