الوصف
تأتي أهمية الكتاب من خلال توثيقه لفترة مهمة، حيث رصد علاقة النازية بالدين الإسلامي، وكيف استخدمته في الدعاية الدينية لأغراض سياسية، وكيف كانت الدعاية واسعة النطاق في بلدان مختلفة، وكيف حاول المسؤولون الألمان من خلال توظيف الإسلام إسباغ الشرعية واعتبارها حربًا عادلة، وإحلال السلام في الخطوط الخلفية لجيوشهم، وتعبئة المسلمين في سبيل القتال في صفوف الرايخ الثالث. وهكذا، يُعتبر لُبُّ الكتاب البحث في المسألة الدينية خلال الحرب العالمية الثانية، فهو يرسم صورةً أشمل لعلاقة ألمانيا النازية بديار الإسلام من كتاب “ألمانيا الهتلرية والمشرق العربي” للمؤرِّخ البولندي، لوكا هيرزويز، الذي تُرجِم في الستينات من القرن الماضي؛ حيث يركِّز الكتاب الأخير على علاقة ألمانيا النازية بالعالم العربي من الناحية السياسية فقط. وهو كذلك أشمل من كتاب “العرب والمحرَقة النازية: حرب المرويَّات العربية–الإسرائيلية” لجلبير الأشقر، الذي اقتصر في تناوله على مواقف التيارات الفكرية والأيديولوجية في العالم العربي من المحرَقة النازية.
النازية واستخدام الدين الإسلامي في الدعاية السياسية
انتبهت ألمانيا لدور الحشد الديني في الحروب، ففي الحرب العظمى، وبالتحديد في خريف عام 1914، نشأ تحالف بين قادة الدولة العثمانية من حزب الاتحاد والترقي مع ألمانيا، وأُعلِن الجهاد، وطوال الحرب العالمية الأولى، كثَّفت برلين والقسطنطينية جهودهما بُغية تحريض “العالَم المحمدي أجمع على ثورة عارمة”، على حدِّ تعبير القيصر الألماني، فيلهلم الثاني.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.