الوصف
تباين اللغة قوة وإتساعاً، فتتداخل مع بعضها بمقدار قوتها، وإذا أرادت أن تعرف قوة أي لغة فإنظر كم أعطت للغات العالم الاخرى وكم أخذت منها. هذه قاعدة بديهية في الدراسات المقارنة للغات العالم، كل العالم، ولو تحريت لغات العالم اليوم لوجدت للغتنا الجميلة موقع قدم في أغلب لغات العالم، ولكنها لم تأخذ إلا قليلاً من غيرها، بما يتناسب مع القواعد الإشتقاقية للغتنا، وقد توقف هذا الآن، لأن أي لغة، هي دعاء الفكر للناطقين بها، فإذا إنتقدوا الفكر فقدوا لغتهم. وهذا عيب في الناطقين بأي لغة، وليس باللغة نفسها. فاللغة العربية إبنة الآكدية وحفيدة السومرية، أي أنها ممعنة في جذورها بالتاريخ، ولما تزل ألفاظ جدتها وأمها – السومرية والآكدية – تتجاوب أصدائهما في العربية، كما لفظها أجداد الأجداد، لغة تجد في حروف البناء معانٍ، لأن لكل حرف جرساً يعطي معنى يختلف عن الحروف الأخرى، وكمثال بسيط لذلك تمعن في الثلاثي الذي يبدأ بحرف الغين، تجد أن الغالب عليه معنى الغياب والإختفاء. أما الكاف والقاف فيعطيان معنى الإنفصال والإنقطاع… من هنا ومن غزارة وثراء لغتنا العربية يأتي هذا القاموس الذي يشكل حلقة في سلسلة من القواميس تسمى القواميس النوعية، أي القواميس التي تتناول موضوعاً واحداً. والقاموس على هذا يتناول الإبل، تلك التي تشكل عنصراً هاماً من عناصر الحياة في الصحراء. ولقد إهتم العرب قبل وبعد نزول القرآن الكريم بهذه الإبل، فهي وسيلة إنتقالهم ومصدر حياتهم يحليبها ولحومها وجلودها بل حتى أبوالها… وكانت هذه الحيوانات الأليفة الصبورة، ولقابليتها الإستثنائية، على تحمل الجوع والعطش والرياح الرملية والحرارة والأثقال… لما في خلقها من الأعاجيب والإعجاز، وهي التي تستطيع أن ترتوي من مياه البحر إن أعجزها الوصول للماء. والمطّلع على الأبحاث الكيميائية الحيوية في جسد البعير يدرك ذلك. وهذا الذي يسّر للجمل أن يكون ( سفينة الصحراء ) الآمنة التي نقلت العربي في رحلتي الشتاء والصيف باليسير من الماء والقليل من أشواك الصحراء! سيجد القارئ في هذا القاموس الكثير من المعاني التي تنفرد بها الإبل، وذلك سيكون موضع إهتمام بالنسبة له إذ سيدرك غنى لغتنا العربية وثراءها.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.