الوصف
يحرص المؤلف على التشديد بأنّ الإسلام «في بعده البياني» وفي «بعده التاريخي» هو «دين كلّ الأنبياء والرسل، دين نوح، وإبراهيم/ وموسى، وعيسى، ومحمد»؛ ومن خلال القرآن، «الممثل لما استقر عليه الإسلام في مسيرته الكبرى»، يتضح أنّ هذه الشرائع الخمس المتتالية كان «اللاحق منها ينسخ السابق، فشريعة إبراهيم تنسخ شريعة نوح، وشريعة موسى تنسخ شريعة إبراهيم، وهكذا»؛ إلى أن جاءت شريعة النبيّ محمد «ناسخة لجميع الشرائع، إذ فيها تم اكتمال الدين وإتمام النعمة».
ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أبواب و12 فصلاً، يطرح الباب الأول سؤال: كيف عرف القرآن ماهية الدين؟ وفي فصوله مباحث تتناول أنّ الدين عند الله هو الإسلام، في أبعاده اللغوية والتاريخية و»المضامينية» والبيانية (عند الرسول والعلماء)؛ ثمّ القواعد التي تجب مراعاتها في التعامل مع القرآن: المعرفة، فهم الخطاب في اللسان العربي، فقه مراد الشارع من الخطاب، وتنزيل الأحكام على الواقع. وفي فصول لاحقة يتناول المؤلف الإسلام في مسيرته الكبرى، كنصوص في عهود نوح وإبراهيم وموسى، وعيسى والرسول؛ ثمّ الإسلام في مسيرته الصغرى (اليوم أكملت لكم دينكم)، وما بعد الإكمال (معنى الشهادة، وخاصة شهادة الأمة المسلمة على نفسها).
الباب الثاني يتناول الأسس التي يقوم عليها التغيير في الإنسان، وفصوله تناقش العلاقة بين القرآن والإنسان، والعلم والتغيير من المنظور القرآني، والعمل والتغيير من المنظور القرآني أيضاً، وصولاً إلى الإنسان في طريقه نحو الكمال، حيث جملة «الموجهات الهادية إلى الصراط المستقيم». وهذه أبحاث تفضي إلى الباب الثالث الذي يستعرض مجالات تجلي «الكمال الإنساني»، وبالتالي الإنسان في أبعاده العقدية والتشريعية والسياسية وما يمكن أن يُقال في علاقة الدين بالدولة، فالإنسان في ظلّ العدالة الاجتماعية وأهميتها من منظور العقل ومن منظور الإسلام.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.