الوصف
في هذا الكتاب، يتابع صاحب “الصحوة في ميدان الإسلام” وغيره من المؤلفات إثارة بعض التساؤلات المحرّضة على البحث عن أسباب تخلف المجتمعات والدول الإسلامية عن مواكبة الأهم، لافتاً إلى أنه “لولا النفط في الصحارى ومكة والمدينة في الحجاز لما التفت إلينا أحد”.
ويحزّ في نفس الباحث السعودي أن معظم القضايا التي “نعدّها جوهرية ونتلهى بها تتمحور حول ما إذا كان وجه المرأة عورة أم لا، وهل نفصل النساء عن الرجال، وما حكم قيادة المرأة للسيارة، ومن هم الملاحدة والليبراليون؟(…)”.ويرى المؤلف أن هذه الأمور تجازوتها دول إسلامية عدة يقوم اقتصادها على التحويل السعودي الذي يغذي شرايين العالم بالموارد البترولية.
ويطرح الرباعي الحلول التي يراها مناسبة في مواضيع تحت عناوين منها: القواسم الوطنية المشتركة، السلطة والتسلط، خطايا المذاهب، تسييس الدين، الآخر بوصفه أنثى، المواطنة المهدورة، تشويه المفاهيم وغيرها من الأبحاث.
من طبيعة شعوب الأرض أن تتدافع، ومن ضرورات الحياة نشوء الصراعات لتحقيق فضاء ممكن للتعايش وأرضية صالحة للتوافق على المشتركات، ونحن السعوديين نرى نخباً في كل العالم تختلف يومياً وربما تتعارك بحكم صدق الإنتماء لبلدانها، إلا أنها تخطو دوماً للأمام، وترتقي بكل خلاف لمستوى المشروع الوطني المؤهل للدرس والفحص والتبني من الدولة متى تأكدت من صلاحيته.
وبكل أسف أقول أن صراع التيارات في السعودية صراع وهمي ومختلق حول قضايا شكلية ما زلنا نداور حولها منذ نصف قرن، لم ننجح بكل ما أوتينا من مقدرات في تجاوزها، ولم نفطن إلى أن هناك من يؤجج الصراع ويدفع المجتمع إلى أتون عراك لا طائل من ورائه سوى تلهيته ببعضه.
من هنا، يأتي هذا الكتاب طارحاً إشكالاً أتلمسها بصفتي متابعاً يومياً للأحداث وشاهد عيان على أزمات مفتعلة يديرها السياسي من وراء الكواليس ويقع في فخاخها النخب من المثقفين والدعاة والوعاظ من مختلف التيارات، ويظل السؤال قائماً: لمصلحة من هذا الصراع بين التيارات في السعودية؟ وما مردوده الإيجابي على البلاد والعباد؟…
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.