الوصف
كما ترتاح الشجرة من حِملها عند قطافها، استراحت ذاكرة راتب شعبو على الورق وأحيت زمنًا ما يزال رنين أجراسه البعيدة يتردّد ترنيمة جذلة في فضاءات الروح والذهن.
ترتحل بنا هذه الرواية إلى طفولة الكاتب القروية وما انطبع في ذاكرته، بمادّتها الأوّلية، من أحداث وأشخاص ومواقف وانفعالات نطمئنّ إليها، ونتفاعل معها، ونحياها في إطار سردي متين جمع بين الوجودية والحتمية تعبيرًا عن واقع اجتماعي أُسَري، وبين النقد المباشر لحقبة اتّسمت بالقمع الفكري. وصفٌ مبهرٌ نابضٌ يضعنا في قلب الحدث حيث الطبيعة تتنفّس، تلتقط مشاعر من تحضنهم، ترعاهم ويرعونها، ويأبون الانفصال عنها، إلى أن أفقدت الحداثة خبزَ التّنور نكهتَه وشوّهت الآلات خدَّ الأرض الأسودَ وفقأت السياسةُ حناجرَ الحرية، «فاتّسعت تلك الهوّة السوداء وابتلعت طريق القرية ثمّ ابتلعت بيتنا وأشجارنا….وحين راح عمّال الحجارة السود يتركون أماكن عملهم ليتحوّلوا مقاتلين بالبواريد هذه المرّة وليس بالمطارق، يطاردون رجالًا آخرين… هكذا تحوّلت فُرُش القيلولة الفقيرة تلك، قبورًا حقيقية، كأنّ الحجارة تنتقم لنفسها»
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.