الوصف
ويخلص الكتاب إلى أن مسار الحركة الإسلامية لم يكن مسارًا خطيًّا، بل كان مسارًا مطَّردًا خاضعًا لمنعرجات وسياقات متقلِّبة، عبر الانتقال من حركة دينية بمرجعية هوياتية، تقدِّم نفسها كبديل للوضع السياسي القائم عبر نهج سلوك التغيير السياسي، إلى حركة شبه سياسية تمزج بين مجال الدعوة ومجال السياسة، ثم إلى حزب سياسي خاضع لقواعد الممارسة السياسية البراغماتية. وهو مسار -كما يقول المؤلف- فرض على الحركة التكيُّف مع متغيِّرات الظرفية الاجتماعية، والبيئة السياسية القائمة بهدف الانخراط في العملية السياسية. لهذا -يضيف الكاتب- كلَّما زادت درجة الانفتاح السياسي زاد حجم انخراط الحركة في الممارسة السياسية، مستفيدة من حجم الفرص السياسة المتاحة، من أجل تعزيز حضورها السياسي والاجتماعي. وكلما تعزز هذا الحضور السياسي داخل مؤسسات الدولة، تنساق الحركة نحو تعديل مواقفها والتخفف من مواقفها وتصوراتها الأيديولوجية بما يتوافق مع موضعها داخل المؤسسات السياسية، والتزامها بالديمقراطية ونبذ العنف والاعتدال في الطرح والقبول بالتعددية، والانخراط في تحالفات مع تنظيمات وأحزاب سياسية أخرى، بما تمليه السياقات ومتطلبات الممارسة السياسية البراغماتية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.