الوصف
شهد القرن 19م في فرنسا ثراءً إيديولوجياً وفكرياً كبيراً، فقد انتعشت في النصف الأول منه المدراس والتيارات الاشتراكية تحديداً، التي انتقدت النُظم الاقتصادية والاجتماعية السائدة في المجتمع ودعت إلى تغييره (1)، منها المدرسة الاشتراكية الطوباوية التي مثَّلها تلامذة روبرت أوين الفرنسيين كجوزيف راي وجول ڤاي، والاشتراكية التعاونية لشارل فوريي، والاشتراكية التدخلية أو السانسيمونية لمؤسّسها سان سيمون، شكَّلت هذه التيارات والمدارس ما يُسمَّى بالاشتراكية المثالية، التي اشتركت في النقد اللاذع للأسُس الفلسفية للرأسمالية، واعتقادها بأن الوعي بأخطار الرأسمالية وحده كفيل بتغيّر البنيات الاجتماعية من غير لجوءٍ إلى الطرق العنفية، وبناء مجتمعٍ مثالي لا يعرف الاستغلال.
والمدرسة السان سيمونية بالذات كانت الأكثر تميُّزاً وشهرةً من بين المدارس الاجتماعية المذكورة، ليس فقط لحجم تأثير أفكارها القائمة على احترام الإنسان وتعظيم الإنسانية، من خلال تفضيل المصلحة العامة وإحلال مشاعر التضامن محلها، وعلى قدرة الإنسان على تسخير الطبيعة لصالحه (2)، أو لتحريكها للواقع الفرنسي من خلال ثورات 1830م و1848م، بل أيضاً لبعدها الأُمَمِي، فالبديل الاقتصادي والاجتماعي الذي قدَّمه سان سيمون كان يستهدف طبقات المجتمع في الإطار الأُمَمِي.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.