الوصف
صدرت حديثًا عن «منتدى العلاقات العربية والدولية» في الدوحة الترجمة العربية لكتاب المؤلفة البريطانية كارين أرمسترونغ «Islam: A Brief History Book» تحت عنوان (موجز تاريخ الإسلام) ترجمة أسامة شفيع السيد[[1]]. يتناول هذا الكتاب ذو الطابع النثري الأنيق تاريخ الإسلام من القرن السادس الميلادي منذ انطلاق رسالة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) حتى الوقت الحاضر، ويناقش العواقب المدمرة للتحديث على العالم الإسلامي، على عكس أوروبا، التي جرت سيرورة التحديث على أراضيها بالتدريج على مدار عدة قرون.[[2]]
في مقدمة كتابها تقول أرمسترونغ إن القرآن منح المسلمين مهمة تاريخية، هي إنشاء مجتمع عادل يتم فيه التعامل مع جميع الأعضاء، بما في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، باحترام مطلق. وتشير إلى أن خبرة بناء مثل هذا المجتمع والعيش فيه أوجبت على المسلمين ألا يفقدوا الاهتمام بما هو زمني وتاريخي ودنيوي.
بحسب أرمسترونغ لم يكن هذا الاهتمام أبدًا إلهاءً عن الروحانيات، بل كان هو موضوع الدين نفسه. وهو ما يعني أيضًا أن شؤون الدولة والرفاه للمجتمع الإسلامي ظلت مسألة ذات أهمية قصوى، ولكن التجربة الإسلامية مثل أي تجربة دينية أخرى، كان من الصعب تطبيقها في الظروف المعيبة والمأساوية للتاريخ البشري.
ولكن بعد كل فشل كان على المسلمين النهوض والبدء من جديد بحسب الكاتبة، حيث طور المسلمون تجربتهم الخاصة في التصوف، والفلسفة، والإلهيات، والفقه وعلوم الشريعة، والأضرحة. تشير أرمسترونغ إلى أن كل هذه المساعي الدينية نشأت مباشرة من تأمل المسلمين المضطرب للشؤون السياسية للمجتمع الإسلامي، وإعادة النظر في ما إذا كانت مؤسسات الدولة ترقى إلى المستوى القرآني المثالي، أو في ما إذا كان قادتها السياسيون قساة أو استغلاليين، أو في حالات تعرض المجتمع المسلم للعدوان من قبل الأعداء الخارجيين؛ في أوقات كتلك يشعر المسلم أن الإيمان أو القيمة أو المغزى النهائي للحياة في خطر، ومن ثم لابد من بذل الغالي والنفيس لإعادة التاريخ إلى مساره الصحيح، وإلا ستفشل المنظومة الدينية بأكملها، وتستنزف الحياة من المعنى. السياسة من هذا المنظور، بحسب المؤلفة، هي ما يسميه المسيحيون سرًا مقدسًا. وهي المساحة التي عرف فيها المسلمون الله والتي مكنت الإلهي \ الديني من العمل بفعالية في المجال الدنيوي.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.