الوصف
تقوم فكرة الكتاب الأساسية على محورية النص عمومًا والسنة خصوصًا في العقل الإسلامي، سواء أكان سنيًا أو غير سني، مع حضور سؤال الواقع باستمرار أمامه، وتأثير التاريخ في فهم النص، سواء أكان في القديم أم في الحديث، مما أنشأ العديد من الحلول والإجابات والتأويلات حول النص بصورة متلاحقة.
وفي سبيل رصد وتحليل ونقد تلك التطورات الواقعية، والأسئلة التي طرحتها، والإجابات والحلول التي اقترحتها وحاولت تطبيقها: خاض الكتاب رحلةً ممتعة وشائقة. فوجدنا المؤلف يطوِّف بالقارئ من الحديث النبوي الأصلي إلى آراء الصحابة والتابعين إلى أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، إلى البيهقي والطحاوي، إلى ابن الجوزي والعز بن عبد السلام، إلى ابن تيمية، ومن بعدهم كابن حجر والسيوطي، حتى نجد أنفسنا على ضفاف العصر الحديث مع الدهلوي، والوهابية، ثم محمد عبده، والكوثري وشاكر وأبي زهرة والمراغي وابن عاشور وعبد الحليم محمود والألباني وعلي الطنطاوي وابن عثيمين والقرضاوي وعلي جمعة، وحتى نصر حامد أبو زيد وأركون وشحرور، بتنقلات تاريخية أحيانًا وموضوعية مقارنة أحيانًا، في مُسوحات واسعة للتراث الفكري الإسلامي. ولم يقتصر التحليل التاريخي والنقدي على التحليل الطولي فحسب، ولكن أيضًا التحليل الأفقي الذي يبحث في الشرائح المتعددة للتقليد الإسلامي وسماتها وظروف تشكُّلها، وطبيعة خطابها وحلولها للأسئلة، فوجدنا أنفسنا مع الأصوليين كالجويني والغزالي، والمحدثين كالبيهقي والدارقطني، والمتكلمين كالأشعري والمعتزلة، والفلاسفة كابن سينا وابن رشد، ومع المذهبيين التقليديين، ومع الخارجين عن التقليد، وحتى الشيعة، مع الإصلاحيين كابن تيمية والدهلوي وحتى القرضاوي ومحمد الغزالي، ومع الصوفية كابن عربي والشعراني والنبهاني، وقفنا مع القرآنيين في باكستان، ومدرسة الحداثيين كفضل الرحمن، والمرتابين المحدَثين في مصر (صدقي وأبي رية)، وما بعد الحداثيين كنصر حامد أبي زيد، ومع الخطاب الرسمي التقليدي الأزهري والزيتوني، ومع الدعاة الجدد، ومع الحداثة وخطاب الإرهاب والمرأة والأسرة في الغرب وأميركا، وانعكاساته في السينما والفنون. كل هؤلاء يقولون كلمتهم ويقدمون قراءتهم، عن الإسلام وعن التاريخ وعن الواقع وعن أفق المستقبل.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.