الوصف
التروس الصغيرة في الساعة لا تسمى ساعة، وهي تكتسب معناها في نظام الساعة لا خارجه، ولا معنى للجزء بدون . سياقه الكلي.
نعمتان يُساء استخدامهما العقل والدين فالبعض يستخدمهما؛ ليزداد سموا، والبعض ليتحلل من مقررات الأخلاق. العيب ليس في الأداتين، لكن في غلبة الشهوات على الإنسان؛ حيث يستطيع تبرير الحلاله من عرى الأخلاق بأي منهما. ففي فضاء العقل متسع، وفي الحيل الدينية متسع، وفي كل الأحوال هي تعبير عن غلبة الشهوات.
الشهوات ليست بالضرورة كما يتبادر للعقل – شهوة البطن والفرج فقط، إنما هناك ما هو أخطر كشهوة التسلّط والتجبر، والمال، والمنصب، والظلم والانتقام والحسد والكراهية والاستعلاء وفي كل تلك الحالات ينحرف القلب عن الصراط وتضيع البوصلة.
إن الضلال قد يأتي بسبب سوء المنهج وطرق التفكير، وقد يأتي بسبب سوء الطوية وانحراف القلب، فالشرق اتبع آباءه وسادته فضل وأضل، والغرب اتبع سادته وكبراءه فضل وأضل أيضاً؛ لذلك وصفنا الغرب في قرونه الوسطى بالظلام، وكذلك الجاهلية قبل الإسلام، وفي الحالتين كلتيهما كان منهج الفكر والتلقي محتلاً في مسلمانه ونتائجه، فأورث جهالة استمرت مئات السنين. والحراف القلب كثيراً ما كان سبباً في إصلال الأفراد والجماعات، وسبباً في ابتعادهم عن قبول الحق بعدما استبان لهم؛ لذلك يعتبر فساد المنهج وفساد القلب أفتي الآفات في كل عصر واختلالهما طريق الهوان الإنساني.
والحل يكمن في مسألة الوعي بالاتجاه الفكري، والفهم السبوي لغايات الدين السامية، ممهدة بذلك لوعي ذاتي لمطلب الدين نحو التسامي الإنساني، ووجود الصورة الكلية التي سنحاول أن نرسمها في هذا البحث، كمحاولة الضبط
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.