الوصف
لئن شكّلت أحداث بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ضمن ما يُعرف بالربيع العربي منطلقًا للتفاؤل بتجسير الفجوة التي تفصل العالَـمين الإسلامي والغربي، فإنّ عديد الأحداث الدراماتيكية فنّدت تلك التوقّعات، لا سيّما بعد تعثّر تجارب الانتقال الديمقراطي في مصر بصفة خاصّة وتحوّل الثورات السلمية إلى نزاعات مسلّحة على أسس طائفية وعقائدية، وبروز ما يُسمّى بالدولة الإسلامية بالعراق والشام (داعش).
وقد ترتّب عن ذلك حركة غير مسبوقة للّاجئين العرب المسلمين إلى أوروبا، وتصاعد خطاب الكراهية والعنصرية ضدّ المسلمين في ظلّ وقوع بعض الأعمال الإجرامية والإرهابية التي تورّط فيها بعض العناصر ذات الجذور العربية والميولات الإسلامية مثل أحداث شارل إيبدو Charlie Hebdo واعتداءات باريس ولندن وغيرها.
وإذا كانت تلك المستجدّات تعدّ امتدادًا لأحداث الحادي عشر من سبتمبر الشهيرة، فإنّ التعمّق في مجريات الأمور يكشف أنّ خطاب الكراهية والتحريض ضدّ المسلمين لم يكتسب قوّته الفعلية إلّا بداية من العقد الثاني من القرن الحالي، إلى درجة استطاعت فيها عديد الأحزاب اليمينية المتطرّفة، مثل حزب الجبهة الوطنية الفرنسية وحزب الحرية النمساوي وحزب الديمقراطيين السويدي،تحقيق قفزة نوعية في مجال الفوز بثقة الناخبين. وهو ما فرض على بعض القوى السياسية تحالفات اضطرارية؛ حماية للديمقراطية الغربية من اعتلاء الأحزاب الديماغوجية لسدّة الحكم، مثلما حصل سابقًا مع النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.