الوصف
في مطلع عام 2016 استضافت أوكسفورد مناظرة كان موضوعها جدوى تدخُّل القوات الإنجليزية لحرب داعش في العراق وسوريا، كان جورج جالاوي –كعادته- معارضًا لموقف الحكومة. تحتدم المناظرة وتطلب أستاذة أكاديمية المشاركة، تقف وتقول: «لا بد لنا من القيام بدورنا في تعليم وتوعية الشعب العراقي على الأقل!»، تجلس، وتصل الكلمة إلى جورج جالاوي: «أريد أن أعقّب على مداخلة السيدة التي تريد تعليم العراقيين: هل أنت جادة؟! تُعلّمين العراقيين؟! لقد كان العراقيون يدرّسون علم الجبر ونحن ما زلنا نصبغ وجوهنا باللون الأزرق ونعيش في الأدغال؟! تريدين تعليمهم؟! يا للسخرية!».
نبرة الأستاذية المتعالية والتفوق من تلك الأكاديمية تكاد تكون أحيانًا تيارًا كاملًا في أوساط بعض المثقفين الغربيين، ولمعرفة جذور هذا الدّاء الذي استشرى في الغرب، تأتي أهمية كتاب المؤرخ البريطاني فيكتور كيرنان سادة البشر: المواقف الأوروبيّة من الثقافات الأخرى في العصر الإمبريالي، الذي صدرت ترجمته عن منتدى العلاقات العربية والدولية بالدوحة. وقبل الحديث عن الكتاب، تجدر الإشارة إلى أن ثمة سلفًا لصديقتنا الأكاديمية التي ترغب في تعليم العراقيين؛ فهذا آدم سميث أبو الرأسمالية لا يتحرج من أن يشير إلى أن أمته الأوروبية هي أم البشرية بإطلاق. وهذا أبو اليسار كارل ماركس، وهو محامي الطبقات المسحوقة، يصف المقاومة الجزائرية للاستعمار بأنهم «ثلة من قطّاع الطرق!» إنها الشوفينية الأوروبية، وعقدة الرجل الأبيض.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.