قراءة في كتاب الوجه الحقيقي لآل روزفلت «التاريخ المغفل»

في كتاب الوجه الحقيقي لآل روزفلت (التاريخ المغفل)، يبدأ الكاتب مايك اس كينج بطرح فرضية مفادها أن السرد الشائع لعائلة روزفلت كما قدَّمته وسائل الإعلام والوثائقيات عبارة عن تأريخ بطولي إلى حدٍّ كبير، لكنه يتجاهل أو يقلّل من كثير من “الجوانب المظلمة” أو المُثارّة للجدل في حياتهم وسياستهم.
في القسم الخاص بثيودور روزفلت، يرى كينج أنه رغم الصورة الإصلاحية التي يُقدَّم بها، فإن روزفلت اتّخذ سياسات توسّعية وخاض حروبًا وتبنّى سلطات تنفيذية أوسع مما يُعرض عادة، ما يجعله – في نظر الكاتب – أكثر تعقيدًا وأكثر تناقضًا من البطل المحبوب.
أما في قسم فرانكلين د. روزفلت، فيُعيد كينج تقييمًا نقديًا لدور روزفلت في الحرب العالمية الثانية، وفي سياسة “النيوديل” (New Deal)، فيشير إلى أن حسناته قد طغت على أخطائه، وأن هناك قرارات وقّعت بأعباء أو تداعيات أقلّ تسليطًا عليها في السرد التقليدي.
وفيما يتعلّق بإلينور روزفلت، يثني الكاتب على نشاطها الاجتماعي والسياسي، لكنه يُحذّر من الإفراط في تصويرها كقدّيسة اجتماعية بلا نقاط ضعف، ويحثّ على رؤية محوريات تأثيرها السياسي واجهتها من منظور أكثر حيادية ونقدًا.
بشكل عام، الهدف من الكتاب هو استرجاع “تاريخ مغيّب” – كما يسميه كينج – لعائلة روزفلت، يراها كمثال على كيف يمكن أن يُصنع التقييم التاريخي من خلال وسائل الإعلام والمؤسسة الأكاديمية، وأن كيف يُمكن أن تُهمش “الجرائم، الحماقات، وسوء الحظ” التي وردت في مقولة المؤرّخ إدوارد جيبون: «إنّ التاريخ ليس أكثر من سجلّ للجرائم والحماقات والمصائب».
الكتاب لا يهتم كثيرًا بتحليل الأيديولوجيا الحزبية أو الاشتراكية أو الليبرالية التي اتّبعها روزفلت، بقدر ما يهتم بتحليل “الأخلاق” و”الدوافع” و”السلطة” التي وقعت وراء صورهم العامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *